هذا الكتاب في الأصل كان ورقة بحثية أعددناها حسب طلب الكنيسة الأنجليكانية لنقدمها في الحوار الرسمي الدولي السنوي بين الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة الأنجليكانية، وفعلاً تم تقديمها في اجتماع 23-28 أكتوبر 2017 في دابلين بأيرلندا.
لقد سبق لنا نشر كتاب بعنوان “المجمع المسكونى الثالث في أفسس 431م والصراعات العقائدية في القرنين الرابع والخامس حول شخص وطبيعة السيد المسيح“، فيه أوردنا الصراع النسطورى من بدايته مع بيان تفصيلي بأحداث ومحاضر جلسات مجمع أفسس 431م، مع شروحات القديس كيرلس الكبير في الرد على النسطورية، وما إنتهى إليه هذا المجمع من نصرة للأرثوذكسية وإدانة للنسطورية.
أما الكتاب الذى بين يديك فيتناول ملخصًا للأحداث التي تلت مجمع أفسس 431م من بعد حكم الإمبراطور بنفى نسطور وحتى مجمع خلقيدونية، مرورًا بظهور الهرطقة الأوطاخية، وإنعقاد مجمع القسطنطينية المكانى 448م برئاسة البطريرك فلافيان، ومجمع أفسس 499م بطلب وتحديد الإمبراطور ثيئودوسيوس برئاسة البابا ديسقوروس ومساعديه جوفينال أسقف أورشليم وتلاسيوس أسقف قيصرية، ثم ذكر ما يخصنا من أحداث في مجمع خلقيدونية 451م الذى إنتهى بإنشقاق كبير، حدثت بعده بعض محاولات للوحدة بين الجانبين الخلقيدونى واللاخلقيدونى: فألقينا الضوء على نص الهينوتيكون، ومجمع أفسس 475م للجانب اللاخلقيدونى الذى تم فيه حرم الهرطقة الأوطاخية والنسطورية ورفض مجمع خلقيدونية، ومجمع القسطنطينية 553م للجانب الخلقيدونى الذى يسمونه خلقيدونية الجديدة لأنهم حاولوا فيه الاقتراب من تعليم القديس كيرلس الكبير وأدانوا كتابات ثيئودوريت أسقف قورش وإيباس أسقف الرها اللذان هاجما فيها تعاليم القديس كيرلس السكندرى. في النهاية أوردنا أمثلة لبعض الحرومات من الجانبين.
فى كل هذه الأحداث التاريخية أبرزنا موقف كنيسة الأسكندرية، وموضحين عقيدتها الراسخة بخصوص سر التجسد الإلهى وشخص الله الكلمة كما شرحه القديس البابا كيرلس الكبير عامود الدين والقديس البابا ديسقوروس الذى تلقبه كنيستنا عن حق بلقب مصباح الأرثوذكسية.
بيشوي
مطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى
ورئيس دير القديسة دميانة بالبرارى
ورئيس قسم علم اللاهوت
بمعهد الدراسات القبطية
Share this content: