تجاوز حرية الرأي حسب مفاهيمها
تجاوز عمل القضاء واتهم البابا تواضروس بالكذب ، وشكك في مصداقية البيانات الكنسية
كتب دياكون ديسقوروس
-1-
قرأت هذا الكتاب بعد ساعات من صدورة ، وتوقعت له أن ينتهي كما انتهى سابقه من محاولات تزييف التاريخ وتقديم الاكاذيب على انها حقائق في غياهب النسيان ، فمع سلطان التكنولوجيا صارت الحقائق فقط هي التي تفرض نفسها، وتتتقصف سريعا الاقلام ذات الغرض والمدفوعه والمزيفه وصاحبة المصالح المأجورة .
ولا أنكر هل اني ظللت طويلا مترددا هل اكتب عنه ام اتجاهله لأني اثق ان ما سأكتبه سيعيش ، في مقابل باطل سيموت ، وأن تطرقي فقط لاسم الكتاب ربما يعطيه ايام اضافيه من الحياه . لكن مع تصاعد الأحداث الاخيرة ، ووجود من يتحدث عما اسموه حريه الرأي ، وبعض التعاطفات والتناحرات التي كانت مع وضد هذا الكتاب . رأيت أنه من واجبي أن أخاطب فقط هؤلاء ، الذين لم يقرأوا الكتاب سوى من الاحداث ، ولا تزال اعينهم طاهرة تجاه سطور وكلمات تقطر كراهيه للكنيسة وابائها ، لهؤلاء الذين لم يروا فقط أكتب.
-2-
أهي حرية ؟
تحدث الكثير عن حرية الرأي وحق الكاتب في النقل والتعبير ، ولم يتطرق ايضا الغالبية منهم لحدود حرية الرأي والتعبير، اهل الحرية مطلقه في مفوهمها . ام انه أيضا هناك قيود مجتمعية للحرية .
وهنا لن اتحدث أنا ولن أدلي بدلوي في هذا الموضوع ، بل سأدع مقال “حدود حرية التعبير والجهل بالآخر” للكاتب أ. محمد ثروت والمنشور في اليوم السابع – تلك الجريدة التي نشرت بضعه فصول من هذا الكتاب وتنتمي اليها مؤلفته – يناقش تلك تلك القضية .. الحرية في تناول المعتقدات والافكار الدينية
يقول الكاتب في معالجته للصور المسيئة لديانة او قوميه :
ما الشىء المفيد الذي تقدمه للإنسانية رسوم مسيئة لديانة ما أو قومية أو مجموعة عرقية؟ الإجابة لاشىء، بل الأكثر من ذلك أنها تؤجج الصراع داخل المجتمعات
ويقول :
إن الذين يرون في ذلك إيمانا بحرية الرأي والتعبير، هم أجهل الناس وأكثرهم نفاقا وتناقضا وازدواجية بمفهوم حرية الرأي والتعبير الذي تنص عليه المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: “لكلِّ شخص حقُّ التمتُّع بحرِّية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحقُّ حرِّيته في اعتناق الآراء دون مضايقة، وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقِّيها ونقلها إلى الآخرين، بأيَّة وسيلة ودونما اعتبار للحدود”
ويستكمل :
وكيف يدعو هؤلاء المروجين للمجتمعات التعددية واحترام القيم الإنسانية إلى حرية الرأي والتعبير ويتناسون أن أساس التعددية احترام الفروق في المجالات الثقافية والدينية؟
هكذا يرى الكاتب أن رسم الصور المسيئة (الكتابه لونا من ألوان التصوير) هي خرق للحرية ، وأصحابه هم أكثر الناس جهلا ونفاقا على حد تعبيره ..
وهذا ما فعله كتاب “اوراق القضية..” قدم صورة غير حقيقية لغرض في بطن مؤلفه ، ولمكسب لا يعلمه الا الله تجاه مؤسسة الكنيسة الوطنية .
وقد تسائل البعض عن العلاقة بين اغراض هذا الكتاب ، والميول الأخوانية المعادية للدوله المصريه وفخامه الرئيس السيسي والتي ظهرت في منشورات تداولتها وسائل التواصل الإجتماعي لهجوم مؤلفه الكتاب على رموز وسياسة الدوله المصريه خاصة خلال ذلك العصر البائت الذي سرقت فيه مصر مع ما سرق من أوطاننا ..
ولا استطيع أن اجزم بإجابه محدده لهذا التساؤل .. لكني أثق من أن الايام ستجيب بحقائق ، ما العلاقة بين الهجوم على الدولة المصرية سابقا والهجوم على الكنيسة حاليا من جانب المؤلف
ننتظر اجابته ..
-3
إهانات مباشرة ..
من غلاف الكتاب يظهر قصد الكاتبه في مهاجمه الكنيسة عندما تكتب على الغلاف الخلفي “غير أن تلك الصراعات التي التي يعرفها القريبون من الكنيسة قد سقطت عنها ورقة التوت بمقتل الأسقف المستنير الأنبا ابيفانيوس”
في الجمله السابقة لم توجه الكاتبه فقط اهانه الي الكنيسة بتصوير وجود صراعات من محض تخيلها ، وتصوير أي اختلافات الي انها قتالات مستعره يسفك فيها الدماء . بل انها وجهت أيضا للنيابة والمحكمه والتي تولت تلك القضية ولا مصلحه لها سوى اظهار الحق ولا ناقه ولا جمل للمحققين او القضاه سوى ما يمليه ضمائرهم . فبينما اعلنت جهات التحقيق وتلاها احكام القضاء ان الجريمه جنائية وليست كنسية او عقائدية ، تتضرب الكاتبه عرض الحائط بما اسفرت عنه التحقيقات واحكام المحكمه . فتضع للقارئ فكره اقتتال كنسي انتهى بسفك دماء .
اليس هذا اهانه للقضاء والجهات المحققه ؟ اليس القانون يجرم من يفعل هذا ؟ الا يعتبر هذا تقليلا من قضاء مصر الشامخ ؟
انه ليس مجرد راي قدمه الكاتب على حكم أو مسار تحقيق .. انه نقض كامل لمنظومه عملت على كشف الحقائق بغرض خدمه اغراض غير معلومه .
وبعد الهجوم من الغلاف نجد الكاتبه تتهم البابا تواضروس رأس الكنيسة بالكذب ..
في ص 74 تتحدث عن ترشح ثلاثه رهبان لرئاسة دير ابي مقار ، فتقول عنهم :
“قال البابا وقتها أن المرشحين الثلاثة كانوا من بين اختيارات الرهبان ، إلا أن القليل من البحث يكشف أنهم من إختيارات البابا نفسه”
!!
اليس هذا اتهاما لقداسة البابا رأس الكنيسة بالقول بخلاف الحقيقة ..
وبعد سطور قليله تمرر أيضا فكره أن محادثات الكنيسة الرسمية غير حقيقية فتقول في نفس الصفحة وما تلاها:
“حصل الأنبا ابيفانيوس على غالبية أصواتهم مثلما ذكرت الكنيسة رسميا إلا أن مصادر من آباء الدير تؤكد أن الانبا ابيفانيوس ….. (الاصوات) ليس كافه آباء الدير الذين امتنع عدد غير قليل منهم عن التصويت لأي من الاسماء المطروحه”
هكذا تؤكد الكاتبه ان التصريحات الكنسية الرسمية يفتقرها الدقه ، ولا تذكر الحقيقة .. اليس في هذا اهانه ؟ خاصة انها لم تقدم مصدرا ولكن فقط اكتفت بالمصدر المجهول ذلك الذي تعلق على شماعته كافه الاكاذيب التي يحاول البعض الترويج لها.
ونستمر في استكمال القراءة حول هذا الكتاب في مقال غدا ..
يتبع
Share this content: