عندما قام السفير البريطاني بمسح وجهه ببول البقره !

كتب مينا اسعد

ونستكمل معا قراءة كتاب أوراق القضية 805 . ويمكن الرجوع الي الجزء الأول من المقال هنا

https://bit.ly/2GVfXH1

واليوم نتحدث عن مدخل لأغراض الكتاب . وما توازى معه من مقالات نشرت لكتاب معروفين سنتطرق اليهم لاحق . ان الغرض الاساسي لهذا الكتاب هو اغتصاب الوعي .

نشر أحدهم هذه القصة ..

“يُحكى أنه في العاصمة الهندية نيودلهي كان سفير بريطانيا يمر بسيارته مع قنصل مملكته وفجأة رأى شاباً هندياً جامعياً يركل بقرة..

أمر السفير البريطاني سائقه بأن يتوقف وترجّل من السيارة مُسرعاً نحو البقرة “المُقدسة” يدفع عنها الشاب صارخاً في وجهه ويمسح على جسدها طالباً الصفح والمغفرة وسط دهشة المارة الذين تجمعوا بعد سماع صراخ السفير البريطاني.

وفوجئ الحضور أن السفير البريطاني يأخذ من بول البقرة ويمسح ببولها وجهه، فما كان من المارة الا أن سجدوا تقديراً لربّهم “البقرة”، ذلك الربُّ الذي نصره السفير البريطاني، وتوجهوا بعد ذلك إلى الشاب الذي ركل البقرة وأوسعوه ضرباً أمام البقرة انتقاماً لقدسية مقامها ورفعة جلالها.

عاد السفير بقميصه المُبلل بالبول وشعره المنثور ليركب سيارة السفارة الى جانب القنصل الذي بادره السؤال عن سبب ما فعله وهل هو مقتنع حقا بعقيدة عبادة البقر؟؟

أجابه السفير: أي بقرة يا عزيزي! هل نسيت أننا تناولنا على الغداء لحم بقرة ..؟؟

اسمع.. إن ركلة الشاب للبقرة هي صحوة وركلة للعقيدة المغلوطة التي نريدها، ولو سمحنا للهنود بركل العقائد المغلوطة كما فعل الشاب لتقدمت الهند خمسين عاماً إلى الأمام، وحينها سنخسر وجودنا ومصالحنا الحيوية، فواجبنا الوظيفي هنا هو ألا نسمح بذلك أبداً لأننا نُدرك بأن الجهل والخرافة وسفاهة العقيدة هم جيوشنا في تسخير المجتمعات!!.”

وهذا ما قدمه الكتاب بإحترافيه لا نستطيع أن ننكرها . تنم عن وعي الكاتب الجيد لاساليب تشتيت العقول . فالقضية ليست أنه رأي يقدم . أو مجرد اساءة من كاتب تجاه شخصيات بعينها او حتى المؤسسة الكنسية .

انها قضية حرب تجاه الكنيسة لسلب العقول ..

أعجبني القائل : ” إن الآلة الإعلامية المُضللة لديها القدرة على إقناع الجماهير بأنه لا فرق بين المسيخ الدجال والمسيح عيسى بن مريم عليه السلام.”

وهذا غرض الكتاب في استراتيجيه واضحه ..

ولنرى معا الخطوات العشر لسرقه العقول واغتصابها .. ونرى كيف طبقها الكتاب بوضوح

1. بث الخوف والذعر لدى الرأي العام وإقناعه في كل لحظة أن طبول الحرب تدق وأن هناك خطر داهم يوشك أن يقرع الأبواب. وتم هذا من خلال الترويج بالصراع والحروب القائمة بداخل الكنيسة القبطية ، وانه بين لحظه والاخرى ستشتد المعارك . حتى ان الكتاب اشار الي محاولات (كاذبه) لعزل البابا !

2. تكريس الهجوم على الشخصيات الناجحة والرموز الأمينة التي لا ترضى بالخطأ وتصوير هؤلاء على أنهم لا يفهمون ، وأنهم لا شأن لهم بالكنيسة وأنهم إذا تدخلوا في الشأن أفسدوه. وقد طبق الكتاب هذا من خلال الهجوم على اسقفية الشباب ذلك الصرح والرمز العالي مع ترويج الاكاذيب عنها . مع بعض الهجوم على الحبر الجليل الانبا اغاثون . والانبا بيشوي …. الخ والمضحك اتهامهم في الكتاب ان الشأن الكنسي ليس شأنهم !!

3. استغلال عدم المعرفه الجماهيرية في بعض الاحيان في تزييف الحقائق التاريخية بل والثوابت الدينية، بما يتناسب مع سياسة الكاتب في اغتصاب الوعي وذلك يكون إما بتسليط الضوء على جانب دون آخر، أو بالتشكيك في صحة جانب وتكذيب آخر، وهذا حدث في الكتاب من خلال فصلين أو اكثر مع بعض الفقرات هنا وهناك حول الاب متى المسكين ومثلث الرحمات البابا شنودة الثالث . فقامت الكاتبه بالتركيز والتكرار لاحداث بعضها منقوص واغلبها مشكوك فيه وذلك بغرض الهجوم على العقيدة السليمة . ورموزها متمثله في البابا شنودة . لصالح متى المسكين.

4. ممارسة سياسة انتقاء الخصوم وافتعال المعارك والأزمات وإدارتها بأسلوب يقنع الجمهور بأن هناك حرية وديمقراطية فمثلا قام الكاتب بانتقاء الانبا اغاثون كخصم يتم استفزازه بشكل مستمر وتشويهه . وربما اعتقد الكاتب انه (مجرد اسقف من الصعيد) وكانت الصدمة للكاتب عندما وجد الأنبا اغاثون اسدا من الصعيد.

5. اتباع سياسة شيطنة وإقصاء الخصوم الحقيقيين، وتأليب الرأي العام عليهم، وحرمانهم من أي فرصة للتواصل مع الجمهور. فالرهبان شنوديون ومتاويين وتواضروسيين . والانبا اغاثون (مرشد) والكتاب اللاهوتيين (سلفيين) والانبا بيشوي (متعصب) … وهكذا حاولت الكاتبه اقصاء وبث الكراهيه تجاه اصحاب الحق والحجه بتصوير صورة ذهنيه عند البسطاء من القراء غير حقيقية.

6. قيام كل المنصات الإعلامية بالعمل على هدف واحد في وقت واحد. وهنا أتى عمل اللجان الالكترونية . التي كانت تتداول تعبيرات الكتاب وما صاحبه من مقالات . مطبقين قاعدة اكذب الكذبة . ثم كررها مرارا وتكرارا . حتى يصدقها المستمع ويكون الأفضل ان تصدقها انت ايضا.

كان ما سبق ست نقاط من عشر استراتيجيات معروفه بمسمى سرقه الوعي الجماهيري .. ثبت وجودها في هذا الكتاب وبشكل واضح جدا .. نستكمل بالجزء القادم

دياكون ديسقوروس

يتبع

مينا اسعد كامل

Share this content:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *